من قتل في سبيل مكافحة المخدرات
الجمعة 11 يناير 2013, 6:09 pm
من قتل في سبيل مكافحة المخدرات
فهو شهيد ومن أعان على فضح أوكارها فهو مأجور
القارئ / ع. ع. ج من المنطقة الشرقية بعث إلينا سؤالاً، يقول فيه:
لاشك أن إدارة مكافحة المخدرات تسعى جاهدة لسد المنافذ التي من طريقها تتسلل تلك السموم من المخدرات، إلى هذا البلد الطاهر، وقد نشط مروجو هذه السموم، ولكن بعون الله، ثم بقوة وعزيمة رجال مكافحة المخدرات، أصيبت جهود أولئك المروجين بالشلل، وسؤالي يا سماحة الشيخ هو:
هل يعتبر شهيداً من قتل من رجال مكافحة المخدرات، عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها؟ ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار؟ أفتونا مأجورين.( )
الجواب: لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله، ومن أهم الواجبات: التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك؛ لأن مكافحتها في مصلحة الجميع؛ ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع. ومن قتل
في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية، فهو من الشهداء، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسئولين، فهو مأجور، وبذلك يعتبر مجاهداً في سبيل الحق، وفي مصلحة المسلمين، وحماية مجتمعهم مما يضر بهم.
فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين لهذا البلاء، وأن يردهم إلى رشدهم، وأن يعيذهم من شرور أنفسهم، ومكائد عدوهم الشيطان، وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق، وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم، وينصرهم على حزب الشيطان، إنه خير مسئول.
77 - وجوب جهاد النفس
س: ما العلاج لمن يعصي ويتوب، ثم يرجع إلى المعصية؟( )
ج: لابد من جهاد النفس في لزوم الحق، والثبات على التوبة؛ لأن النفس تحتاج إلى جهاد، يقول الله عز وجل: ﴿وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾( )، ويقول عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾( ) ومعنى قوله سبحانه وتعالى: (جاهدوا فينا)؛ أي: جاهدوا أنفسهم، وجاهدوا الكفار، وجاهدوا المنافقين، وجاهدوا العصاة، وجاهدوا الشيطان.
فالآية عامة، تشمل أنواع الجهاد، ومن ذلك جهاد النفس؛ لأنه سبحانه حذف المفعول ولم ينص عليه في الآية؛ حتى تعم جميع أنواع الجهاد، فالنفس تحتاج إلى تربية، وعناية، وصبر وجهاد، كما يقول الشاعر:
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى***فإن أطمعت تاقت وإلا تسلت
ويقول الآخر:
والنفس راغبة إذا رغبتها *** وإذا ترد إلى قليل تقنع
وقال الآخر:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على***حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
هذه ثلاثة أبيات جيدة مطابقة لأحوال النفس. فالمؤمن الحازم هو الذي يجاهد نفسه لله حتى تستقيم على الطريق، وتقف عند الحدود. وبذلك يهديه الله سبيله القويم وصراطه المستقيم، ويكون المؤمن بذلك من المحسنين، الذي قال فيهم سبحانه: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾( )، وقال فيهم عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾( ). والله ولي التوفيق.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى