احاديث الرسول عليه الصلات والسلام واحداث سورية

احاديث الرسول عليه الصلات والسلام واحداث سورية

-عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال:
( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام )

-عن عبد الله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستجدون أجناداً ، جنداً بالشام ، وجنداً بالعراق ، وجندا ًباليمن
قال عبد الله: فقمت فقلت: خِرْ لي يا رسول الله ! فقال: ( عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه ، و ليستق من غدره ، فإن الله عز و جل تكفل لي بالشام و أهله )
قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه .

-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام .

-عن معاوية رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة )
وهو مخرج في السلسلة الصحيحة وفي سنن الترمذي .

-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على القوم فقال: اللهم بارك لنا في مدينتنا ، و بارك لنا في مدنا و صاعنا ، اللهم بارك لنا في حرمنا ، وبارك في شامنا فقال رجل: وفي العراق ؟ فسكت . ثم أعاد ، قال الرجل: وفي عراقنا ؟ فسكت . ثم قال: ( اللهم بارك لنا في مدينتنا و بارك لنا في مدنا و صاعنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم اجعل مع البركة بركة ، و الذي نفسي بيده ما من المدينة شعب و لا نقب إلا و عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها . . .

-عن عبد الله بن حوالة أنه قال: يا رسول الله ، اكتب لي بلدا أكون فيه ، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر على قربك . قال: عليك بالشام " ثلاثا " فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته للشام قال: ( هل تدرون ما يقول الله عز وجل ؟ يقول: أنت صفوتي من بلادي ، أدخل فيك خيرتي من عبادي ، ، وإليك المحشر ، ورأيت ليلة أسري بي عموداً أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة ، قلت: ما تحملون ؟ قالوا: نحمل عمود الإسلام ، أمرنا أن نضعه بالشام
-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم الله يوماً: إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام ، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام
-عن أبي الدّرْدَاءِ أنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ
صححهاالألباني رحمه الله
والغوطة هي المنطقة المحيطة بدمشق من شرقها تقريبا وهي في محافظة ريف دمشق الآن

-عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ينزل عيسى بن مريم عليهما السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.

- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنه سَمِعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين
-عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بناء له ، فسلمت عليه . فقال: عوف قلت: نعم يا رسول الله! قال: ( ادخل ) فقلت: كلي أو بعضي ؟ قال: ( بل كلك ) قال: فقال لي: ( اعدد عوف! ستا بين يدي الساعة ؛ أولهن موتي ) ، قال: فاستبكيت حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكتني . قال: ( قل: إحدى . والثانية فتح بيت المقدس ، قل اثنين . والثالثة فتنة تكون في أمتي وعظمها . والرابعة موتان يقع في أمتي يأخذهم كقعاص الغنم . والخامسة يفيض المال فيكم فيضاً حتى إن الرجل ليعطي المائة دينار فيظل يسخطها ، قل خمساً . والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يسيرون إليكم على ثمانين راية ، تحت كل راية اثنا عشر ألفا ، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها: الغوطة ، فيها مدينة و يقال لها: دمشق . )

-عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني
-عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عقر دار المؤمنين بالشام ) رواه الطبراني
-( لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل ، لا يضرها من خالفها ، تقاتل أعداءها ، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين ، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه ، حتى تأتيهم الساعة ، كأنها قطع الليل المظلم ، فيفزعون لذلك ، حتى يلبسوا له أبدان الدروع ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم أهل الشام ، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يؤمئ بها إلى الشام حتى أوجعها )
- ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، وحتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنى الأحياء الأموات ممّا صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره. (المستدرك على الصحيحين 4/465).
فاذا علمنا ان بلاد الشام لم تكن قد فتحت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ,يتبين لنا مكانة واهمية
بلاد الشام للمسلمين لذكهرها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل فتحها لخصوصيتها في اخر الزمان اي في وقتنا الحاضر والله اعلم.
وهذه المكانة والاهمية لارض بلاد الشام لن تكون لها معنا اذا لم يكن على ارضها اناس اهل لحمل راية الحق ويكونون على درجة عالية من تحمل الاعباء والتبعات المترتبة عليها.
واني كنت على دراية بهذه الاحاديث منذ 1976 حيث من الله علي بان جعلني احد تلاميذ المساجد وقتها ولا انكر تعجبي انذاك في تحقيقها رغم يقيني بصدق قائلها مما جعلني متابعا لتغير احوال اهلها استنادا لقاعدة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واليكم سرد تاريخي سريع لاهم هذه الاحوال والتطورات
- حتى عام 1978 كان اغلبية اهل بلاد الشام وخاصة الشباب المثقف علماني وقومي وغير مطلع او ملتزم بالدين وحتى ابسط التطبيقات الدينية مثل الصلاة والصيام والزكات ,حتى التزام باقي طبقات المجتمع كان بحكم التقليد او العادات ولم تكن يومها على ساحات المواجهات مع العدو الصهيوني اي احزاب او مجموعات ذات خلفيات دينية حقيقية وكان ينظر الى الدين انه نظام رجعي ومتخلف ولا يصلح للتطبيق في عصرنا وكانت الفئة القليلة الملتزمة بالدين تعتبر شاذة في المجتمع ولكنها رغم المفارقة كانت محترمة من اغلبية فئات المجتمع ومحاربة بشكل علني او خفي من قبل السلطات المختلفة في بلاد الشام.
- جاءت احداث سوريا ذات الخلفية الدينية ولكن بشكل غير ناضج والتي استمرت حتى مجذرة حماة 1982 وانتهت بشكل ظاهري الى انتصار الباطل وتمكين السلطة الامنية على مقدرات سوريا وبشكل غير ظاهري كانت نتائجها حسب رأي ومتابعتي بدء رجوع تدريجي لعامة اهل الشام الى دين الحق حيث ظهرت علاماتها في زيادة رواد المساجد من فئة الشباب خاصة وكذلك بدىء تشكيل كيانات تنظيمية دينية وبشكل علني وخاصة في لبنان و الاردن وفلسطين وبعد فترة زمنية وجيزة اصبحنا نسمع عن منظمات جهادية ضد الصهاينة ذات قاعدة شعبية واسعة مثل حماس والجهاد الاسلامي وقبلها التنظيمات الجهادية في لبنان خلال الحرب الاهلية.
واشير الى واقعة توكد هذا التحول بشكل عملي وهي عند اول زيارة لي لسوريا في عام ال2000 بعد حرماني من التواجد على ارضها لمدة طويلة ذهبت لاصلي الظهر في مسجد جورة الشياح بحمص فلم اصدق ما رأيت من عدد المصلين في المسجد الذي كان يعادل تقريبا لعدد المصلين في يوم الجمعة ولم استطع حبس عيني من البكاء بعد الصلاة.
هذا كله في بلاد الشام ولم اتطرق الى الاحداث التي وقعت في بلاد اخرى رغم تاثيرها المباشر في التغيير الوجداني لسكان بلاد الشام مثل الحرب في افغانستان والعراق وغيرها والتي كانت احد الاسباب في ارجاع كثير من الشعوب العربية الى دينها.
- منذ عام ال2000 وحتى بداية الربيع العربي يتلخص المشهد في بلاد الشام وباقي الدول العربية في انحسار الفكر القومي والعلماني بشكل ملحوظ وعودة الناس الى ربها ولكن ليس بالقدر الكافي لحمل لواء الحق
فكانت احداث الربيع العربي المعروف بداياتها وانعكاساتها في الدول العربية التي شهدتها بشكل مباشر وات على ربيع سوريا الذي لا زالت احداثه تجري ولماذا قد تطول اكثر من غيره واخصه بالتحليل من وجهة نظري وبالنقاط التالية:
- لم يكن احد يتصور ولا حتى اغلبية السوريين انفسهم ان الشعب السوري سيشارك بالربيع العربي.
- تفاجىء العالم كله بشجاعة السوريين وطول نفسهم في خروجهم الى الشوارع يواجهون الاحتلال الاسدي وبصدور عارية.
- تفاجىء اغلب الشعوب العربية بكشف الثورة السورية لكثير من الاقنعة التي كانت تخفي ورائها شر مستتر امثال شخصية النظام الممانع في سوريا وحقيقة الدور الايراني وحزب الله في المنطقة وكشفت ايضا مواقف كثير من الانظمة الغربية والعربية والعلاقة الباطنية بين اسرائيل والنظام السوري.
- طول الفترة الزمنية للثورة في سوريا مقارنة مع شقيقاتها في الوطن العربي ادى الى مزيد من تكشف الحقائق المحلية والاقليمية والعالمية التي كانت محل نقاش لدى غالبية المثقفين العرب واترك لكم تفاصيلها لانها اصبحت معروفة وواضحة.
وكذلك طول الفترة محصت نفوس افراد المجتمع السوري والعربي وتجد ذلك جليا في تغيير شعارات الثوار من( سوريا بدها حرية )الى (الشعب يريد اسقاط النظام) الى (الموت ولا المذلة والى (هي لله لا للمنصب ولا للجاه )واخيرا الى(مالنا غيرك يا الله).
-حتى المعارضة السورية تمحصت ولا زالت بسبب طول الفترة وزادت ايضا من عدد المشاركين فيها من الفئة الصامتة داخل سوريا مع زيادة بطش النظام وتنوع اساليبه الوحشية التي هي دليل ضعفه.
- واستنتج من كل هذا ان وقت الفرج لن ياتي الا اذا استكمل التمحيص وطهرت القلوب ونقى اخلاصها لله
وتوحدت الفرق واخلصت الجهود وزادت اعداد المشاركين في الثورة من الفئة الصامتة لتستحق قطاف ثمار النصر واخيرا لن ياتي الفرج الا اذا اتى العون من الخارج من مصادر نظيفة واني ارى تعثر التدخل الغربي هو من هذا الباب.
يا اخوتي الاحرار في سوريا الى مزيد من الثبات والصبر والى مزيد من الثقة بالله والاخلاص له تعالى وتذكروا ما عاناه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم من مصائب وشدائد ومحن في بداية طريقهم الى انشاء دولة الحق وكم بذلوا من تضحيات كبيرة حتى نالوا لقبهم كنتم خير امة اخرجت للناس ولقد جاء دور قدركم لحمل الراية في اخر الزمان فطوبا للشام واهله.
واذكر الاقليات في سوريا ان النظام لطالما لعب على هذا الوتر الحساس وانتم تعلمون يقينا ان الشعب السوري مثل اعلى في العيش المشترك وخاصة من قبل المتدينين الاسلاميين في سوريا والتاريخ يشهد على ذلك وكما يقول المثل عندنا (يلي بخاف الله لا تخاف منه ) واثبتت التجارب على مدى العصور ان حل مشكلة الفساد في المجتمع والدوائر الحكومية لن تكون الا اذا استبدلت الايادي المفسدة بايادي متوضئة نظيفة وتخيلوا معي ماذا سيكون حال سوريا من تقدم ورقي اذا قضيا على الفساد بنسبة كبيرة.
اللهم اصلح حالنا وصفي قلوبنا واخلص نياتنا ووحد صفوفنا وعجل بالخير الذي وعتنا به يا ارحم الراحمين ويا ولي المستضعفين.