معنى الادب العالمى

تمهيد:
عرفت الدراسات الأدبية والنقدية تزاحم سيل من المصطلحات وتتبع تطورها، وقد خضعت هذه المصطلحات الفلسفية العصرية ومختلف المراجعات التاريخية والاجتماعية والفكرية.
ونشأ تبعا لذلك خلاف كبير بين الدارسين في رسم حدود هذه المصطلحات( مثلا عالمي، إنساني، عام) وهو خلاف يمس بالدرجة الأولى رؤية ومعارف الدارسين وتوجهاتهم، ويمكن أن نذكر في هذا السيا( الأدب العالمي، الأدب المقارن العالمي والعام والإنساني)
أولا: مفهوم الأدب العالمي:
يتكون هذا المصطلح باجتماع كلمتين الأدب والعالمي، وتعبر الكلمة الأولى عن ذلك الفن الجميل الذي يتناول قضايا الإنسان المختلفة، أما الكلمة الثانية تدل على جيز مكاني مفتوح وغير مقيد كما تعبر عن جهة أخرى عن مفهوم الهيمنة والإنتشار زمان ومكان وعليه يمكن القول أن الأدب العالمي هو حصيلة النتاج الفكري والأدبي لشعوب وثقافات في فترات مختلفة.
تشير بعض الدراسات غوته هو أول من استخدم مصطلح الأدب العالمي حسب وجهة نظره إلى إحصاء الروائع الأدبية التي تتكون التراث البشري وشرحها وكذا عناوين النصوص المتميزة التي تجاوزت الأمة الوحيدة لكي تصبح ملك لمجمل الأمم. ويجد بالتالي توازنا سطحيا مابين الوطني وما يتعداه ويذهب بعض الدارسين إلى اعتبار الأدب العالمي ذلك التراث الكبير الذي خلقه الكلاسيكيون( القدماء) من أمثال: هوميروس، دانتي، شكسبير وغوتو حيث انتشر صداهم في أصقاع العالم ويستمر هذا النتاج الأدبي أمدا طويلا وقد أصبح إطلاق هذا الإسم مرادفا ل:"الأعمال الكبرى"، وهو يغطي مختارات من الأعمال الأدبية.
يقترح مصطلح الأدب العربي عامل الزمن لأن الحصول على الشهرة العالمية يلزمها وقت ولأن الأدب العالمي غالبا ما يتعامل مع الأدب المتعارف على عظمته بواسطة عامل الزمن وعليه يمكن القول أن الأدب العالمي يتكون من مؤلفات تتسم بالنجاح الدولي(مثل الماركة في عالم الموضة وغيرها) وكذلك بالنوعية التي ينبغي أن تكون العامل الأساسي في إرتقاء الأدب إلى مصاف(قمم) الأدب العالمي وتساعد عوامل الزمن والفضاء والنوعية والجودة على إيجاد فروق في الدرجة بين الأدب العالمي وغيره من أنماط الآاب الأخرى
عالمية الأب
العالمية كلمة لها بريق خاص في الأب والنقد فهي صفة يتباهى بها الأديب الذي يوصف إبداعه بها، وهو حلم تسعى أمم عدة لأنها من أبسط دلالاتها تتجاوز الحدود الجغرافية وربما يتجاوز الحدود الزمانية لأنها في أبسط دلالاتها شهادة للإبداع الأدبي بنوع من التميز والتفوق واستيعاب التجربة الإنسانية العامة التي تتجاوز الحدود الجغرافية وربما تتجاوز الزمان أيضا ويذهب الباحث غنيمي هلال في كتابه:" الأدب المقارن" إلى اعتبار العالمية" خروج الأدب من نطاق اللغة التي كتب بها إلى أدب لغة أو آداب لغات أخرى" وهذه العالمية ظاهرة عامة بين الآداب في عصور معينة وعالمية الأدب هي خروج الآداب من حدودها القومية طلبا لكل ماهو جديد مفيد تتعدى به واستجابة لضرورة التعاون الفكري والفني بعضها مع بعض..."
ولعالمية الأدب أسس عامة تتحدد سيرها ومنها:
1- الاختيار والافادة من الآداب الأخرى
2- الأصالة
3- إتباه الاتجاه العام للروح الفكرية والفنية
4- إيجاد حالة إستقبال مناسبة
العوامل العامة لعالمية الأدب:
هناك عوامل عامة منها:
1- عدم كفاية الأدب الغربي
2- الهجرة بأسبابها المختلفة
3- الحرب
أما العوامل الخاصة قهي:
1- الكتب، دراسة تراجم الأدباء بمعنى السيرة الذاتية للأدباء، كتب النقد، الصحف، المجلات، أدب الرحلة
2- الوسطاء: لقي الوسيط الذي ينقل سلعة أي نقل الأفكار بين المرسل والمرسل إليه
3- النوادي الأدبية
ميز الباحث "غنيمي هلال" بين مصطلح"الأدب العالمي" ونظيره" عالمية الأدب" ورأى أن فكرة الأدب العالمي مستحيلة التحقيق، ذلك أن الأدب قبل كل شيء استجابة للحاجات الفكرية والاجتماعية للوطن والومية وقد استخم هذا الباحث مصطلح" عالمية الأدب" محل مصطلح" الأدب العالمي" أما الباحث" عبدو عبود" فيذهب إلى القول إلى أن الأدب العالمي مفهوم شائع الاستخدام كما أصبحت كل أمة تطمح إلى إضفاء صفة العالمية على بعض من نتاجها الأدبي وعالمية الأدب مسألة تعني الأدب المقارن بشكل مباشر لأنها تتعلق بظاهرة أدبية تتجاوز الأدب القومي الواحد