الغرض الشعري

الأحد 05 مايو 2013, 11:05 pm

الغرض الشعري ،، مجرد ستار عند الشاعر يخفي تحته أنساقا عديدة
فاللغة وجمالها ومن خلال اشارات عديدة يستطيع الشاعر أن يمرر مايضمره حتى في وجه السلطة !!
فهنالك من يتحدث من خلال غرض المدح عن المكان ويفعله في النص كما هو الحال عند ابن الرقيات عندما
مدح عبدالملك بن مروان :

مـاهـاج مـنـزل بـــذي عـلــمبيـن لـوى المنجنـون فالثـلـم

فبئـر قـو ،عفـت معـارف مــبـداك بـهـا الغـاديـات بـالـرهـم

لم تبـق منهـا الريـاح معلمـةإلا بـقـايـا الـثـمـام والـحـمـم

وقــفــت بــالــدار مـاأبـيـنـهـاإلا إدكـــارا ، تـوهــم الـحـلـم

بادت وأقوت من الأنيس ،كماأقـوت محاريـب دارس الأمـم

واستبدل الحي بعدها إضمـاهيهات غمر الفرات من إضم

دار بـــدار ، وجـيــرة حــدتــواوالله يقضـي فضائـل الطـعـم

هذا النص للرقيات كان على طريقة الشعراء القدماء من الجاهليين حيث بدأ الشاعر النص بمقدمة طللية
يصور فيها الأطلال والديار ويبكي عليها ، ولكن من خلال النقد الثقافي نجد أن موتيف الطلل هنا يختلف عن
موتيف الطلل الجاهلي ، فالطلل هنا والمكان يقترنان بالموقف السياسي إزاء التحولات التي أحدثها الصراع
التاريخي بين بني أمية والزبيريين ،، والشاعر كان من أنصار عبدالله ابن الزبير ، فالبتالي نجد أن الشاعر
هنا يوظف الغرض توضيفا بعيدا عن عما ينص عليه الغرض ، فهو يرتكز على أفكاره السياسية
وآرائه التي يتمثلها ،، ليس هكذا فقط بل كان للغة الحظ الاوفر في بث مايريد من فكر
يجتمع الغرض ، والفكر ، والتاريخ الإنساني ، واللغة بما يتناسب مع الفكر إلى خلق نص شعري خلاق
يعطي المتلقي أحقية التصفيق " كان على دراية أم لا بما يقال " ، ويعطي الشاعر أحقية تمرير مايريد
وكل ذلك يعطينا انطباعا ً أوليا بأن الثقافة هي المعين الاول للتلاعب بالغرض الشعري واسداله
على المطالب والأفكار الرؤى المناصرين لها دون أن نسلب شكل الغرض وتوظيفه في بنية النص حق
الحياة في عين أذن المتلقي .
إذن اللغة والتراكيب تحكم الغرض الشعري وتطوعه إلى مايريد الشاعر ايصاله ..
أرجو أنني وفقت في هذا الرأي مما اختزلته من الذاكرة والمستفاد من آراء عديدة وقراءات جمه ،،
لكثير من النقاد .

كل الوفاء والتقدير لك أستاذي الفاضل ..