استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق
الزعيم
الزعيم
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2991
تاريخ الميلاد : 01/09/1990
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 33
http://egygate.123.st

العولمة وأثرها على البلدان النامية Empty العولمة وأثرها على البلدان النامية

الجمعة 22 مارس 2013, 10:13 pm


العولمة وأثرها على البلدان النامية Bsmlh910

مقدمة ; يعتبر انهيار سور برلين ، وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي والذي كان يتقاسم الهيمنة مع الولايات المتحدة انتصاراً للنظام الرأسمالي الليبرالي والتي أظهرت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يدعو إلى النظام الرأسمالي وتبني أيدلوجية النظام العالمي الاستعماري ــ تحت ستار ...

العولمة [1]ـ والتي تمثل مرحلة متطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم .

إن سقوط النظام الاشتراكي أدى إلى تحول العالم من " نظام الحرب الباردة " المتمركز حول الانقسام والأسوار إلى نظام العولمة المتمركز حول الاندماج وشبكات الإنترنت " تتبادل فيه المعلومات والأفكار والرساميل بكل يسر وسهولة" . وانتصار الرأسمالية على الاشتراكية أدى إلى تحول كثير من الاشتراكيين إلى الرأسمالية والديمقراطية باعتبارها أعلى صورة ـ بزعمهم ـ وصل إليها الفكر الإنساني وأنتجه العقل الحديث حتى عده بعضهم أنه نهاية التاريخ.

تعريف العولمة :

لفظة العولمة هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي (Globalization) وبعضهم يترجمها بالكونية[2]، وبعضهم يترجمه بالكوكبة، وبعضهم بالشوملة[3] ، إلا إنه في الآونة الأخيرة أشتهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر الترجمات شيوعاً بين أهل الساسة والاقتصاد والإعلام . وتحليل الكلمة بالمعنى اللغوي يعني تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله [4]. يقول "عبد الصبور شاهين " عضو مجمع اللغة العربية :" فأما العولمة مصدراً فقد جاءت توليداً من كلمة عالم ونفترض لها فعلاً هو عولم يعولم عولمة بطريقة التوليد القياسي ... وأما صيغة الفعللة التي تأتي منها العولمة فإنما تستعمل للتعبير عن مفهوم الأحداث والإضافة ، وهي مماثلة في هذه الوظيفة لصيغة التفعيل[5]"

وكثرت الأقوال حول تعريف معنى العولمة حتى أنك لا تجد تعريفاً جامعاً مانعاً يحوي جميع التعريفات وذلك لغموض مفهوم العولمة ، ولاختلافات وجهة الباحثين فتجد للاقتصاديين تعريف ، وللسياسيين تعريف ، وللاجتماعيين تعريف وهكذا ، ويمكن تقسيم هذه التعريفات إلى ثلاثة أنواع : ظاهرة اقتصادية ، وهيمنة أمريكية ، وثورة تكنولوجية واجتماعية.

النوع الأول : أن العولمة ظاهرة اقتصادية:

عرفها الصندوق الدولي بأنها :" التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله [6]" .

وعرفها "روبنز ريكابيرو" الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والنمو ـ بأنها :"العملية التي تملي على المنتجين والمستثمرين التصرف وكأن الاقتصاد العالمي يتكون من سوق واحدة ومنطقة إنتاج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتصادية وليس إلى اقتصاديات وطنية مرتبطة بعلاقات تجارية واستثمارية [7]".

وقال محمد الأطرش :" تعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة ، وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات والتقانة ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق ، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية ، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة ، وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات.[8]" بهذا التعريف للعولمة ركز على أن العولمة تكون في النواحي التجارية والاقتصادية التي تجاوزت حدود الدولة مما يتضمن زوال سيادة الدولة ؛ حيث أن كل عامل من عوامل الإنتاج تقريباً ينتقل بدون جهد من إجراءات تصدير واستيراد أو حواجز جمركية ، فهي سوق عولمة واحدة لا أحد يسيطر عليها كشبكة الإنترنت العالمية .
وعند صادق العظم هي :" حقبة التحول الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز وبقيادتها وتحت سيطرتها ، وفي ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافئ[9]".

التعريف الثاني : إنها الهيمنة الأمريكية :

قال محمد الجابري :" العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه ، وهو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات ، على بلدان العالم أجمع [10]".فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة الهيمنة الأمريكية على العالم . ولعل المفكر الأمريكي " فرانسيس فوكوياما " صاحب كتاب " نهاية التاريخ "يعبر عن هذا الاتجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وهي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأمريكية .

التعريف الثالث : إنها ثورة تكنولوجية واجتماعية :

يقول الاجتماعي "جيمس روزناو" في تعريفها قائلاً :" العلومة علاقة بين مستويات متعددة للتحليل : الاقتصاد، السياسة ، الثقافة ، الايديولوجيا ، وتشمل إعادة تنظيم الإنتاج ، تداخل الصناعات عبر الحدود ، انتشار أسواق التويل ، تماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول ، نتائج الصراع بين المجموعات المهاجرة والمجموعات المقيمة[11]".وعرفها بعضهم بأنها : "الاتجاه المتنامي الذي يصبح به العالم نسبياً كرة اجتماعية بلا حدود . أي أن الحدود الجغرافية لا يعتبر بها حيث يصبح العالم أكثر اتصالاً مما يجعل الحياة الاجتماعية متداخلة بين الأمم" .
فهو يرى أن العولمة شكل جديد من أشكال النشاط ، فهي امتداد طبيعي لانسياب المعارف ويسر تداولها تم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية .
وهناك من يعرفها بأنها:" زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية من خلال عمليات انتقال السلع ورؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج والأشخاص والمعلومات".وعرفها إسماعيل صبري تعريفاً شاملاً فقال :" هي التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ودون الحاجة إلى إجراءات حكومية .[12]"

وبعد قراءة هذه التعريفات ، يمكن أن يقال في تعريف العولمة : أنها صياغة إيديولوجية للحضارة الغربية من فكر وثقافة واقتصاد وسياسة للسيطرة على العالم أجمع باستخدام الوسائل الإعلامية ، والشركات الرأسمالية الكبرى لتطبيق هذه الحضارة وتعميمها على العالم.

الفرق بين العولمة والعالمية :

إن التقابل بين العالمية والعولمة وإيجاد الفرق بينهما فيه نوع من الصعوبة وخصوصاً أن كلمة العولمة مأخوذة أصلاً من العالم ولهذا نجد بعض المفكرين يذهبون إلى أن العولمة والعالمية تعني معنى واحدا وليس بينهما فرق . ولكن الحقيقة أن هذين المصطلحين يختلفان في المعنى فهما مقابلة بين الشر والخير .

العالمية : انفتاح على العالم ، واحتكاك بالثقافات العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة وفكرها وثقافتها وقيمها ومبادئها . فالعالمية إثراء للفكر وتبادل للمعرفة مع الاعتراف المتبادل بالآخر دون فقدان الهوية الذاتية . وخاصية العالمية هي من خصائص الدين الإسلامي ، فهو دين يخاطب جميع البشر ، دين عالمي يصلح في كل زمان ومكان ، فهو لا يعرف الإقليمية أو القومية أو الجنس جاء لجميع الفئات والطبقات ، فلا تحده الحدود . ولهذا تجد الخطاب القرآني موجه للناس جميعا وليس لفئة خاصة فكم آية في القرآن تقول " يا أيها الناس" فمن ذلك قوله تعالى :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " وقوله تعالى :"يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا " وقوله تعالى :" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى غير ذلك من الآيات التي ورد فيها لفظة الناس وقد تجاوزت المأتيين آية ؛ بل إن الأنبياء السابقين عليهم صلوات الله وسلامه تنسب أقومهم إليهم " قوم نوح " " قوم صالح " وهكذا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يرد الخطاب القرآني بنسبة قومه إليه صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على عالمية رسالته صلى الله عليه وسلم فهو عالمي بطبعه، " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"

ومن أسباب تخلفنا عن الركب الحضاري هو إقصاء الإسلام عن عالميته ، وعدم زجه في كثير من حقول الحياة بزعم المحافظة على قداسته وطهوريته، وهذا نوع من الصد والهجران للدين ، وعدم فهم لطبيعة هذا الدين والذي من طبيعته وكينونته التفاعل مع قضايا الناس والاندماج معهم في جميع شؤون الحياة ، وإيجاد الحلول لكل قضاياهم وهذا من كمال هذا الدين وإعجازه . فهو دين تفاعلي حضاري منذ نشأته . فمنذ فجر الرسالة النبوية نزل قوله تعالى :" ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " فيذكر الخطاب القرآني الكريم المتغيرات العالمية ، لإدراك أبعاد التوازنات بين القوتين العظميين في ذلك الزمان ، وذلك " أن المسلم يحمل رسالة عالمية ، ومن يحمل رسالة عالمية عليه أن يدرك الوقائع والأوضاع العالمية كلها وخاصة طبيعة وعلاقات القوى الكبرى المؤثرة في هذه الأوضاع.[13]"

أما العولمة : فهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الأمة وإلغاء شخصيتها وكيانها وذوبانها في الآخر. فالعولمة تنفذ من خلال رغبات الأفراد والجماعات بحيث تقضي على الخصوصيات تدريجياً من غير صراع إيديولوجي . فهي " تقوم على تكريس إيديولوجيا " الفردية المستسلمة" وهو اعتقاد المرء في أن حقيقة وجوده محصورة في فرديته ، وأن كل ما عداه أجنبي عنه لا يعنيه ، فتقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ، ليبقى الإطار " العولمي" هو وحده الموجود . فهي تقوم بتكريس النزعة الأنانية وطمس الروح الجماعية ، وتعمل على تكريس الحياد وهو التحلل من كل التزام أو ارتباط بأية قضية ، وهي بهذا تقوم بوهم غياب الصراع الحضاري أي التطبيع والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري. وبالتالي يحدث فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة ، مما يفقد الهوية الثقافية من كل محتوى ، فالعولمة عالم بدون دولة ، بدون أمة ، بدون وطن إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية .[14]" يقول عمرو عبد الكريم :" العولمة ليست مفهوماً مجرداً ؛ بل هو يتحول كلية إلى سياسات وإجراءات عملية ملموسة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والإعلام ؛ بل وأخطر من ذلك كله هو أن العولمة أضحت عملية تطرح ـ في جوهرها ـ هيكلاً للقيم تتفاعل كثير من الاتجاهات والأوضاع على فرضه وتثبيته وقسر مختلف شعوب المعمورة على تبني تلك القيم وهيكلها ونظرتها للإنسان والكون والحياة [15]".

نشأة العولمة :

يذهب بعض الباحثين إلى أن العولمة ليست وليدة اليوم ليس لها علاقة بالماضي؛ بل هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الأوروبية الحديثة حيث نشأت المجتمعات القومية .. فبدأت العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل الإقطاعية، مما زاد في توسيع نطاق السوق ليشمل الأمة بأسرها بعد أن كان محدوداً بحدود المقاطعة .

وذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين ، إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تنامياً سريعاً . يقول إسماعيل صبري :" نشأت ظاهرة الكوكبة (العولمة) وتنامت في النصف الثاني من القرن العشرين ، وهي حالياً في أوج الحركة فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات كبرى ، أو انتزاع شركة السيطرة على شركة ثانية ..[16]."

إن الدعوة إلى إقامة حكومة عالمية، ونظام مالي عالمي موحد والتخلص من السيادة القومية بدأت في الخطاب السياسي الغربي منذ فترة طويلة فهذا هتلر يقول في خطابه أمام الرايخ الثالث :" سوف تستخدم الاشتراكية الدولية ثورتها لإقامة نظام عالمي جديد" وفي كتابات الطبقة المستنيرة عام 1780:" من الضروري أن نقيم إمبراطورية عالمية تحكم العالم كله "

وجاء في إعلان حقوق الإنسان الثاني عام 1973 :" إننا نأسف بشدة لتقسيم الجنس البشري على أسس قومية . لقد وصلنا إلى نقطة تحول في التاريخ البشري حيث يكون أحسن اختيار هو تجاوز حدود السياسة القومية ، والتحرك نحو بناء نظام عالمي مبني على أساس إقامة حكومة فيدرالية تتخطى الحدود القومية "

وقال بنيامين كريم أحد قادة حركة العصر الجديد عام 1982 :" ما هي الخطة ؟ أنها تشمل إحلال حكومة عالمية جديدة ، وديانة جديدة ."

وكانت ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر قد اقترحت فكرة العولمة يرافقها في ذلك الرئيس الأمريكي السابق رولاند ريغن. ووجهة نظر تاتشر الاقتصادية ـ والتي عُرفت بالتاتشرية ـ انبثقت من الاستحواذ اليهودي للمال والعتاد … حيث أن فكرتها الاقتصادية والتي صاغها اليهودي جوزيف وهي تهدف بجعل الغني أغنى والفقير أفقر.
ويذكر "بات روبرتسون[17] " إن النظام العالمي الجديد نظام ماسوني عالمي ، ويعلل على ما يقول : " بأن على وجهي الدولار مطبوع علامة الولايات المتحدة ، وهي عبارة عن النسر الأمريكي ممسكاً بغصن الزيتون رمز السلام بأحد مخالبه ، وفي المخلب الآخر يوجد 13 سهماً رمز الحرب . وعلى الوجه الآخر هرم غير كامل ، فوقه عين لها بريق المجد ، وتحت الهرم كلمات لاتينيه (Novus Order Seclorum) وهي شطرة من شعر فرجيل الشاعر الروماني القديم معناها " نظام جديد لكل العصور ". إن الذي صمم علامة الولايات المتحدة هذه هو تشارلز طومسون ، وهو عضو في النظام الماسوني وكان يعمل سكرتير للكونجرس . وهذا الهرم الناقص له معنى خاص بالنسبة للماسونيين ، وهو اليوم العلامة المميزة لأتباع حركة العصر الجديد ." وبعد تحليل ليس بطويل يصل المؤلف إلى وجود علاقة واضحة تربط بين النظام الماسوني والنظام العالمي الجديد .

وقد جاء في مجلة المجتمع بحثاً عن منظمة "بلدربرج" والذي أسسها رجل الأعمال السويدي " جوزيف هـ. ريتنجر" ـ والذي سعى إلى تحقيق الوحدة الأوروبية ، وتكوين المجتمع الأطلسي ـ وهي منظمة سرية تختار أعضاءها بدقة متناهية من رجال السياسة والمال ، وتعقد اجتماعاتها في داخل ستار حديدي من السرية ، وفي حراسة المخابرات المركزية الأمريكية وبعض الدول الأوروبية ، ولا تسمح لأي عضو بالبوح بكلمة واحدة عن مناقشاتها ، ولا يحق للأعضاء الاعتراض أو تقديم أي اقتراح حول مواضيع الجلسات ، ويمول هذه المنظمة مؤسسة روكفلور اليهودية وبنك الملياردير اليهودي روتشيلد ، ومعظم الشخصيات في هذه المنظمة هم من الماسونيين الكبار ، وكثير من رؤساء الولايات المتحدة نجحوا في الانتخابات بعد عضويتهم في هذه المنظمة مثل : ريجان ، وكارتر ، وبوش ، وكلينتون ، وبعد اشتراك تاتشر في المنظمة بسنتين أصبحت رئيسة وزراء إنجلترا ، وكذلك بيلر أصبح رئيساً للوزراء بعد مضي أربع سنوات من اشتراكه في المنظمة ، وهي تسعى للسيطرة على العالم وإدارته وفق رؤيتها ، فقرارتها تؤثر على التجارة الدولية وعلى كثير من الحكومات [18].

فالعولمة نشأت مع العصر الحديث وتكونت بما أحدثه العلم من تطور في مجال الاتصالات وخصوصاً بعد بروز الإنترنت والتي أتاحت مجال واسع في التبادل المعرفي والمالي ، وارتباط نشأة الدولة القومية بالعولمة في العصر الحاضر فيه بعد عن مفهوم العولمة والذي يدعو أساساً إلى نهاية سيادة الدولة والقضاء على الحدود الجغرافية ، وتعميم مفهوم النظام الرأسمالي واعتماد الديموقراطية كنظام سياسي عام للدول. ولكن هناك أحداث ظهرت ساعدت على بلورة مفهوم العولمة وتكوينه بهذه الصيغة العالمية فانهيار سور برلين ، وسقوط الاشتراكية كقوة سياسية وإيديولوجية وتفرد القطب الأوحد بالسيطرة والتقدم التكنولوجي وزيادة الإنتاج ليشمل الأسواق العالمية أدت إلى تكوين هذا المفهوم .

وخلاصة البحث أن مصطلح العولمة منشأه غربي، وطبيعته غربية، والقصد منه تعميم فكره وثقافته ومنتوجاته على العالم، فهي ليست نتيجة تفاعلات حضارات غربية وشرقية، قد انصهرت في بوتقة واحدة ؛ بل هي سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافته مستخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه. فهو من مورثات الصليبية فروح الاستيلاء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة نموذجيه يرضى بها المستعمر ويهلل لها ؛ بل ويتخذ هذه الصليبية الغربية المتلفعة بلباس العولمة مطلب للتقدم . يقول "بات روبرتسون[19]":" لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ، لقد أصبح وكأنه إنجيل."

; انواع العولمة
1عولمة الإعلام :‏
أول من تحدث عن هذا النوع من العولمة هو عالم الاجتماع »يوهان« ,وهو كندي صاغ مفهوم القرية العالمية في نهاية الستينيات‏
وهو الذي تنبأ بخسارة الولايات المتحدة في حرب فيتنام بفضل التلفزيون الذي كان له تأثيراً كبيراً بتحويل العالم الى قرية عالمية , حيث نقل للعالم بالصوت والصورة بشاعة هذه الحرب , وجسامة خسارتها ,وعدد ضحاياها وأدى بالنتيجة الى ضغط الرأي العام الأمريكي والعالمي على الإدارة الأمريكية لوقف نزيف هذه الحرب القذرة في عام /1973/ .‏
2¯ العولمة السياسية والثقافية :‏
وقد تحدث عنها بريجنسيكي مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر »1977 - 1980« وقد حاول تجريبها لمصلحة أمريكا انطلاقاً من وجود فرصة لأمريكا كي تقدم نموذجاً كونيا للحداثة , ونمط معيشته وحياته وذلك من خلال التكنولوجيا الإعلامية وفي مقدمتها الإلكترونيات .‏
3¯ العولمة الاقتصادية ومظاهرها ووسائلها :‏
ومظاهر العولمة الاقتصادية تتجلى هنا من خلال مايلي :‏
1¯ الشركات المتعددة الجنسيات‏
حيث ظهرت في أواخر القرن التاسع ومن خصائصها :‏
أ ¯ عدم الاعتراف بالحدود القومية فسميت »بالعابرة للقوميات«‏
ب ¯ ذات وجود متعددة »مالية ¯ اقتصادية ¯ تقنية«‏
وحسب تقرير التنمية البشرية لعام /1990/ وباستبعاد /42/ دولة ذات الدخل المرتفع فإنه يكون إيراد هذه الشركات معادلاً لمجموع الناتج المحلي ل¯ 109 دول‏
وفي ظل العولمة الاقتصادية التي تشكل الشركات متعددة الجنسيات وسائلها لم يعد هناك معنى للسؤال :‏
هل البضاعة فرنسية أم ألمانية ... أم أمريكية ... أم ...؟ بل يصبح السؤال أن هذه البضاعة من شركة‏
2¯ اتفاقية الغات وتأسيس منظمة التجارة العالمية التي كانت لها دور كبير في إيجاد الاقتصاد المعولم‏
¯ فالدراسات تدل هنا على أن معدل التبادل التجاري الدولي للبضائع تضاعف /14/ مرة بين عام 1945 ¯ 1994 في حين أن الإنتاج العالمي تضاعف /5,5/ مرة في نفس الفترة , كما أن 33% من حجم التجارة الدولية تتم بين فروع شركات متعددة الجنسيات وأن 77% من هذه الشركات هي شركات أمريكية‏
3¯ الأقطاب الاقتصادية الدولية‏
آ ¯ كمشروع الوحدة الأوروبية »أوروبا الموحدة« حيث بلغ إجمالي الإنتاج لديها عام /1992/ بلغ /3500/ مليار دولار , ثم قفز الى /5000/ مليار دولار عام 1997 حيث تبلغ حصة أوروبا من التجارة الدولية 18%‏
ب ¯ والنافتا كتكتل اقتصادي بين أمريكا وكندا والمكسيك ,وهي تجربة جديدة تمثل حجم التجارة الخارجية فيها /770/ مليار دولار ,والدخل السنوي /6200/ مليار دولار .‏
ج ¯ اليابان كقوة اقتصادية صاعدة في القارة الآسيوية حيث استطاعت اقتحام الأسواق العالمية بقوة وتمكنت من تحقيق فائض في ميزانها التجاري وبزيادة مقداره 78,23 مليار دولار عام /1991/ وبزيادة قدرها 50% عن عام /1990/‏
4¯ المؤسسات الاقتصادية :‏
كصندوق النقد الدولي , البنك الدولي , نظام بريتور ووذر ومع الدور المتطور الذي تقوم به هذه المؤسسات فقد رافقه تبدل في مهامها , فمهمة الصندوق الدولي تحولت من منح القروض وتعزيز التعاون النقدي ,وحل المشكلات النقدية وتيسير التوسع والنمو في التجارة الدولية الى التدخل في رسم التوجهات التنموية للبلدان وإلزامها بمجموعة من الشروط ليست لها علاقة بالقضايا الاقتصادية كاحترام حقوق الإنسان وتعميق مفهوم الديمقراطية وإعطاء دور كبير للقطاع الخاص وتعويم العملة ,وضغط الإنفاق العسكري ...‏
على أن الهدف من كل هذه المحاولات هو لتوجيه هذه الدول إلى اعتماد الاقتصاد الحر الذي يضمن نشاط الشركات المتعددة الجنسيات دون التقيد بالمعايير الموضوعية لتحقيق التنمية‏
5¯ الثورة العلمية والتقنية والاتصال وعصر المعلومات :‏
على أن السمة الأبرز من مظاهر العولمة التي ظهرت خلال العقدين الآخرين من القرن العشرين هي الثورة العلمية الثالثة التي تمر بها البشرية اليوم .‏
وإذا كانت الامبريالية قد هدفت إلى تحويل رؤوس الأموال والتقانة والثقافة من المركز إلى الأطراف , فإن العولمة الجديدة التي بدأت مع الحرب العالمية الثانية وكانت الحرب الباردة قد عملت على كبح ظهورها تشير الى ذات المضمون لكن أعطت العولمة زخماً جديداً ماكانت لتحصل عليه عند اختراع التليغراف والهاتف والسفينة التجارية وذلك بتسريع الاندماج بين أجزاء الكرة الأرضية .‏
¯ تمثل شبكة الإنترنت والثورة العلمية والتقنية هنا إحدى الإجابات الفاجعة لما ذهب إليه صموئيل هينجتون في كتابه صراع الحضارات وهو يرى أن حرب الثقافات قد بدأت , كما أن مجلة التايمز في عددها الصادر في عام 1996 قدرت بأن مستخدمي شبكة الانترنت يقدر ب¯ 24 مليون مستخدم ووصل الى 67 مليون عام 2000 وبذلك فقد نشأت صناعة جديدة في الاقتصاد الرأسمالي وهي صناع المعرفة , فالعالم أصبح سلعة وموضوعا للإنتاج والمبادلة كما ازدهرت هذه الصناعة »المعرفة« وهي الأولى في العالم والتي يمكن تسميتها »صناعة الاختراع« حيث ساد شعار »بأن من يمتلك المعلومة يمتلك الحقيقة«‏
ومن هنا يظهر الدور الكبير الذي تقوم به شبكة الانترنت في عصر العولمة عبر ربط الحواسيب الفردية في الشبكات العامة وهذا ماعبر عنه ماك مارشال عالم الاتصالات .‏
¯ مظاهر أزمة العولمة , وآثارها‏
أمام تغليب مصالح رؤوس الأموال العالية والشركات متعددة الجنسيات , فإن مسيرة العولمة تسير بشكل متسارع فاق حدود التوقع , حيث وجدت شركات عملاقة للإنتاج السلعي والخدمي على حساب الشركات الصغيرة والمتوسطة ,ومع التطورات التي بدأت تظهر بموازاة ما أحدثته الثورة العلمية من انقلابات على أكثر من صعيد فقد بدأت تبرز أمامنا جملة من التساؤلات على شاكلة :‏
ماهي مظاهر أزمة العولمة وآثارها ؟‏
والجواب :‏
1¯ التأثير على الدول النامية :‏
إن لغة الأرقام تؤكد حقائق عديدة ,ومن ذلك :‏
آ ¯ هناك /100/ من أصل /140/ دولة نامية تنتمي إلى منظمة التجارة الدولية‏
ب ¯ إن /15% / من سكان العالم يمتلك /78%/ من ثروات العالم‏
ج ¯ إن ثلاث ارباع المبادلات التجارية تتم مابين الدول الصناعية .‏
د¯ تبلغ ديون بعض الدول الإفريقية »400« مليار دولار‏
ه¯ هناك دراسات متعددة لمنظمات دولية تشير الى أن :‏
¯ /796/ مليون من مواطني الدول النامية في حالة مجاعة‏
¯ و/1,5/ مليار من السكان فيها يعيشون بأقل من دولار يومياً‏
¯ و/3/ مليارات من البشر تعيش بأقل من دولارين في اليوم‏
¯ فالعولمة تشكل للبلدان النامية معاناة متزايدة وهي مجحفة بحقها لافتقارها الى الامكانيات التقنية والاقتصادية التي تؤهل هذه البلدان للدخول في منافسة متكافئة مع مؤسسات الدول المتقدمة والشركات متعدة الجنسيات الأمر الذي يهدد مجتمعات الدول النامية بمعيشة مأساوية وبمزيد من التأخر والتخلف فيما بعد .‏
كما يصبح تذويب هذه المجتمعات في البوتقة الكونية هو الهدف والغاية من هذه العولمة التي تحول هذه المجتمعات الى مستهلك لإنتاج العولمة فقط والتي ليس لها أي دور في تأسيسها وتطويرها‏
2¯ غياب العدالة والمساواة في توزيع المياه عالمياً‏
حيث يحصل المواطن الأمريكي والأوروبي على /700/ ليتر مكعب يومياً , بينما المواطن الافريقي لايكاد يصله /30/ ليتراً مكعباً يومياً !!‏
وهناك دراسات وإحصاءات تشير إلى تزايد عدد الدول التي تعاني من أزمة مائية الى درجة الشح وستصل في عام 2025م الى /52/ دولة نامية ولاسيما في غياب التقنية الحديثة في استثمار الثروات المائية »تنقيط , رش« .‏
3¯ تلوث البيئة :‏
إذ أن التلوث البيئي الناتج عن الغازات السامة الكثيف من المعامل ووسائط النقل يهدد بجفاف /3,6/ مليار هكتار في /120/ دولة من دول العالم بما يعادل 1/4 الكرة الأرضية من اليابسة الأمر الذي يجعل /1,6/ مليار نسمة يعيشون في ظل أوضاع بيئية مقلقة , و/132/ مليون إنسان يعيش في ظروف سيئة جداً ,وهذا مايجعل الحياة في بعض الأماكن شبه مستحيلة بسبب غياب عناصر الإنتاج الأساسية »من تربة خصبة ¯ ومياه«‏
4¯ إشكالات الهوية :‏
إذ أن ثورة المعلوماتية لم تعد خافية على أحد من حيث اختصارها للزمن والمسافات بفضل شبكة الانترنت العالمية التي سهلت لأكثر من /300/ مليون إنسان أن يزور شبكة الانترنت يوميا ويطلع على /1,6/ مليار صفحة بمختلف الميادين والمجالات والذي سيصل الى /700/ مليون مشترك في عام 2025م ,علماً أن /85,3%/ من زوار الانترنت هم من الدول الصناعية السبع رغم أن نسبة سكانها لايمثل أكثر من 10% من سكان العالم فقط ! على أن إشكالية »الهوية« تتصاعد مع التطور الكبير لاستخدام تقنية شبكة الاتصالات هنا على مستوى العالم‏
فإذا علمنا أن 80% من معلومات الشبكة تعطى باللغة الانكليزية رغم أن الناطقين بها لايتجاوزون /470/ مليون نسمة من أصل سكان العالم البالغ 6 مليار نسمة في حين أن /6000/ لغة أخرى تعاني من التهميش بالرغم من إثبات قدرة معظم هذه اللغات على مواكبة مسيرة التطور واستيعابها لحاجات العصر ومتطلباته .‏
ومن إشكاليات الهوية أيضاً موضوع »أخلاقية المعلومات« وخطرها على قيم وثقافات الشعوب وبالأخص »جيل الشباب« , حيث أدت هذه الإشكالية الى انعقاد مؤتمرات دولية بغية الحفاظ على الطابع الأخلاقي للمعلومات وجعلها في خدمة البشرية دون المساس بقيم ومشاعر وثقافات الآخرين .‏
إن التعارض بين العولمة الرأسمالية وبين الخصوصيات الثقافية أنشأ في المقابل اندفاعاً كبيراً للمطالبة بالعودة »للهوية« الوطنية والقومية خاصة وأن التفاوت الاجتماعي والبؤس الاقتصادي يساهمان بالانكماش على الذات الثقافية في سبيل حماية هذه الذات من التهمش .‏
وإذا كانت العولمة حتى الآن لم تستطع إلغاء خصوصيات الآخرين إلا أنها حققت الكثير مما تهدف إليه بفضل امتلاكها لتقانة المعلومات ووسائل إيصالها المتطورة .‏
والأمة العربية من جهتها تعاني كما تعاني الدول النامية من قضية العولمة وأزماتها الحالية :‏
فسكان الوطن العربي الذين يبلغون /300/ مليون نسمة بنسبة زيادة سكانية تبلغ /6/ مليون نسمة سنوياً أي بنسبة /2,5%/ قياساً الى نسبة الزيادة في العالم البالغة 1/4 الى /1,5/ سنوياً , وهذا يعني في علم الحساب أن سكان الوطن العربي سيصبحون 1/2 مليار نسمة في عام 2030م هذه الموارد البشرية إذا لم يحسن استغلالها في مخططات التنمية العربية الشاملة فستخلق مشكلة متعذرة الحل على المدى البعيد , حيث تؤكد المعطيات على وجوب سرعة المعالجة لاسيما مايخص مشكلة البطالة إذ أن منظمة العمل العربية تبين أن :‏
عدد العاطلين عن العمل يبلغ /12/ مليون نسمة أي بنسبة /14%/ من مجموع القوى البالغة /98/ مليون نسمة , و/17%/ من العرب فقط يتمتع ب¯ /72%/ من الناتج المحلي علماً أن هذه النتائج تؤثر سلباً على الأمن الغذائي العربي بالرغم من المساحة الواسعة من الأراضي الصالحة للزراعة حيث الفجوة الغذائية السنوية حسب الإحصائيات بلغت /13/ مليار دولار سنوياً‏
كما أن الدول المنتجة للنفط تصل مديونيتها الى /95/ مليار دولار ومستوردات العرب من الطعام تصل الى /80/ مليار دولار .‏
خاتمة‏;
على أن العولمة في النهاية يجب أن لاتمنعنا من محاولة الاستفادة من بعض ماجاء في مناهجها على صعيد عولمة حقوق الإنسان من قبل عولمة رأس المال والسلع والمحافظة على البيئة ومحاولة التوصل الى السلام ووضع قواعد دولية لحل النزاعات الاقليمية والدولية وبالتالي فإنه ليس المقصود من محاربة العولمة ومحاربة العلم والتطور والرقي بل محاربة الرأسمالية المهيمنة بمساوئها في مجال استغلال خيرات الشعوب من جانب واحد‏
ومواجهة العولمة يجب أن تتم أيضاً من خلال تكتلات بدأت تظهر في العالم حيث نجحت أوروبا في تثبيتها واقعياً وفي افريقيا عبر التكتل في اتحاد إفريقي واحد نواة للولايات المتحدة الإفريقية , كما طرحها الجانب الليبي مؤخراً .‏
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى