استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق
الزعيم
الزعيم
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2991
تاريخ الميلاد : 01/09/1990
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 33
http://egygate.123.st

خطوات المنهج التجريبي 2013 Empty خطوات المنهج التجريبي 2013

الأربعاء 26 ديسمبر 2012, 6:38 pm


خطوات المنهج التجريبي 2013 Bsmlh910



تتميز علوم المادة عن الرياضيات لجهة موضوعاتها وطرائقها. فالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ليست من طبيعة تجريدية ولا هي من إبداعات الفكر المحض. إنها علوم ترتبط بالحس وبالتجربة، وهي تدرس موضوعات مادية وظواهر طبيعية، إذ إنها تتوزع بين دراسة مبادئ وقوانين الحركة والسرعة والضوء… أو دراسة تركيبة المادة وتحوّلاتها… أو دراسة الأجسام الحية ووظائفها. هذا لجهة موضوع الدراسة الذي يتراوح ما بين العلوم الفيزيائية أو الكيميائية أو علوم الأحياء. أما لجهة الطريقة المتبعة في هذه العلوم المادية أو الطبيعية فهي بطبيعة الحال مختلفة جذريًا عن الاستدلال المتّبع في الرياضيات. فعلوم المادة بمختلف فروعها، وكلّ حسب خصوصياتها، تخضع بنسب متفاوتة إلى المسار التجريبي أي ما يعرف بالطريقة الاختبارية الاستقرائية التي تنطلق من الملاحظة وتبني الفرضيات ثم تتحقق منها بالتجريب قبل أن تستخرج القانون العلمي.

بيّن كلود برنار الطريق الواجب اتباعة في علوم المادة، فحّدد لها مسارًا يمرّ بثلاث مراحل: الملاحظة والفرضية والتجربة.

فالملاحظة هي الخطوة الأولى التي توحي بالفرضية. أما الفرضية فهي الفكرة الجديدة التي تفسر الظاهرة العلمية. أما التجربة فهي الاختبار الذي يسمح بإثبات الفرضية وتحويلها إلى قانون أو رفضها والبحث عن فرضية أخرى. والواقع أن هذه المراحل الثلاث تتضافر وتتكامل فيما بينها للوصول إلى التفسير العلمي المطلوب إن لجهة الدقة أو لجهة الشمول.

أ- ملاحظة الظواهر:

ليست كل الظواهر المشاهدة في الطبيعة قابلة لأن تكون موضوعًا للعلم. فالظاهرة التي يدرسها العالم هي الواقعة الطارئة التي تنقض المفاهيم والنظريات السائدة وتخالفها. فالملاحظة العلمية هي خاصة بأزمات العلم الناتجة عن وقائع مستجدّة كذّبت بعض النظريات وأفقدتها قيمتها التفسيرية. والحادثة المستجدّة حسب تعبير باشلار هي واقعة جدالية un fait polémique تنقض النظام السائد.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك هي الملاحظة التي أثارت اهتمام عمال الآبار في فلورنسة عام 1643م، حيث لفتت نظرهم ظاهرة عدم تقدّم الماء في القساطل الفارغة ووقوفها عند ارتفاع 18 ذراعًا أي ما يساوي 10.33 أمتار. وهذه حادثة جدالية كونها تناقض النظرية الفيزيائية المعروفة في تلك الحقبة والتي اشتهرت بقاعدة: الماء يخشى الفراغ ويملأه.

هذه الحادثة دفعت عددًا من العلماء من أمثال غاليله وتوريشللي وباسكال للبحث عن الفرضية الجديدة التي يصح اعتمادها كحلّ جديد يتجاوز النظرية القديمة ويفسّر الإشكال الحاصل.

والجدير ذكره أن الكشف عن ظواهر جدالية وإشكالات علمية يرتبط بصورة وثيقة بمدى تطوّر آلات المراقبة والملاحظة العلمية. فكلّما تطوّرت الآلة وابتعدت عن بساطة المشاهدة بالعين المجرّدة، استطاعت أن تغوص في دقائق الموضوعات والأجسام وتكشف عن خبايا لم يعهدها العلماء من قبل. فالتطوّر الذي شهدته علوم الفيزياء والكيمياء والفلك وحتى البيولوجيا، مرتبط دون أدنى شك بتطوّر أجهزة المراقبة والملاحظة من ميكروسكوبات وتلسكوبات وسكانر وغيرها.

الواضح إذًا أن الملاحظة العلمية المقصودة هنا ليست مشاهدة عادية يقوم بها أي شخص، وإنما هي مرتبطة أساسًا بالعقل العلمي عمومًا وبنتاجاته التقنية. فهي من جهة أولى مرتبطة بالمعرفة التامة بنظريات العصر العلمية. وهي من جهة ثانية مرتبطة بتطوّر آلات المراقبة وتقنياتها. فالمعرفة بالنظريات هي التي تتيح للعالم معرفة ما إذا كانت الوقائع والحوادث مطابقة لمقتضى التنظير. أما الآلات والأجهزة التقنية فهي التي تمكّن العالم من ملاحظة دقائق وخفايا لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة. ولا يخفى كذلك ما للآلة والتطوّر التقني من دور هام في تكوين المعرفة العلمية، إذ هي التي تحوّل العالَم المُعاش و المحسوس إلى عالَم معقول. فالألوان والأصوات لا يتعامل معها العالِم كمعطيات حسية، بل هو يعمل على تحويلها إلى كثافة ذبذبات وتموّجات، فتصبح معاينة العالم وملاحظته، ومن خلال أجهزته المتطوّرة، مختلفة كلّيًا عن مشاهدات الإنسان العادي المعلومة بالإدراك الحسي.

ب- الفرضية أو تفسير الحوادث:

الفرضية هي الفكرة الجديدة التي يبدعها العالم بهدف تفسير واقعة طارئة أو حادثة مستجدّة. فهي الافتراض العقلي الذي يوجّه البحث العلمي باتجاهين: الأول يختص بالكشف عن سبب حصول الظاهرة عبر قانون جديد لم يكن معروفًا من قبل، والثاني هو إخضاع التفسير الجديد أو القانون المكتشف للتجربة وذلك لاختبار صحة المطابقة بين النظر الفكري والواقع العملي.

وبهذا الشكل تكون الفرضية همزة الوصل بين التنظير والتجريب أي بين العقل الذي يفسّر الواقع، وبين التجربة التي تؤكد صحة التنظير العقلي. لذلك يعوّل كلود برنار الكثير من الأهمية على دور الفرضية في المعرفة العلمية حين يقول أن الاكتشاف الحقيقي لا يكمن في اكتشاف الظاهرة أو الحادثة المستجدّة، بل هو يكمن في اكتشاف الفكرة الجديدة المرتبطة بالحادثة، أي بالفرضية وبالتفسير العقلي الجديد.

وعلى خلاف كلود برنار فقد شدّد التجريبيون من أمثال ماجندي على أهمية مرحلة الملاحظة وأوّليّتها في المعرفة العلمية. فالملاحظة الجيّدة بنظر ماجندي أفضل من كلّ أفكار العالم وفرضياته. فالعقل ليس له أي دور فاعل وإيجابي في البناء العلمي، إذ أن الملاحظة الجيّدة كفيلة لوحدها بإنتاج التفسيرات.

لكن هذا الرأي التجريبي ليس له أي سند واقعي إذ إن الفرضية هي المنطلق الأساسي لكلّ عمل فكري وتنظير عقلي، وهي التي تمهّد الطريق لإجراء التجربة والاختبار. كذلك لا يمكن الموافقة على رأي الفريق الآخر من التجريبين الذين اعتبروا أن الفرضية أو تفسير سبب الحادثة وعلّة حدوثها موجودان سلفًا في التجربة، بحيث يصبح عمل العقل ثانويًا وغير تأسيسي في الكشف عن علّة حدوث الحادثة. فمثل هذا الرأي المستمد من تجريبية “ستيوارت مل” لم يعد مقبولاً في أيامنا لأن سبب الحادثة، أو علّة حدوثها، تكون في البدء فكرة أو علاقة مخفية وغير ظاهرة للعيان. من هنا يأتي دور الافتراض العقلي والمخيّلة العلمية. إذ لا بدّ بادئ ذي بدء من المباشرة بافتراض السبب عقلاً. فالعقل المستنير بأصول البحث العلمي والمخيّلة العلمية المبدعة هي من أهم خصائص العالم المبدع الذي يكتشف الفرضية أو الفكرة الجديدة.

وهذا هو بالفعل شأن العلماء من مثل توريشللي الذي استخدم مخيّلته العلمية في اكتشافه لفرضية الضغط الجوي. فبإزاء الحادثة التي لاحظها عمّال الآبار في فلورنسة، افترض توريشللي أن طبقات الجو تشكّل قوة ضاغطة على سطح الماء جعلته لا يصعد أكثر من 10.33 أمتار، وكذلك هو يشكّل قوّة ضاغطة على سطح الزئبق الذي لم يرتفع في الأنبوب الملتوي أكثر من 76 سم.

يظهر مما تقدّم أن الفرضية هي تفسير عقلاني لظواهر الطبيعة، فهي من نتاج العقل الذي يحاول إيجاد الحلول لإشكالات الوقائع الجدالية. والواضح أن العالم لا ينطلق في وضعه للفرضيات من نقطة الصفر، أو من الجهل التام حسب عبارة باشلار، بل هو ينطلق من النتاج العلمي الحاضر بين يديه، ليس بهدف نقضه ورفضه، ولكن بهدف تصويبه وتصحيح مساره.

ومما يجدر ذكره أخيرًا أنه لا يضير العالم، إبّان إجرائه للبحوث العلمية، الوقوع في بعض الفرضيات الخاطئة، إذ إن مثل هذه الفرضيات هي التي تمهد الطريق أمام العالم للوصول إلى الفرضية الصحيحة.

ج- التجربة أو التحقّق :

ليس للفرضية أية قيمة علمية فعلية إذا لم يتم التحقق منها بالتجربة والاختبار فهي تبقى احتمالاً ممكنًا وفكرة مؤقتة حتى يتم التثبت منها أو نفيها عبر التجربة والاختبار. فالتجربة هي التي تحكم على صدق الفرضية.

وبالفعل فإن الكوكب التاسع الذي افترض “لوفرييه” وجوده، ظلّ كوكبًا مفترضًا حتى تمّت رؤيته بالتلسكوب عام 1846 من قبل العالم غال Gall. مع ذلك يبدو من الضروري التنبّه للدور الذي تلعبه الفرضية في مسار العلم. إذ لو لم توجد فرضية “لوفرييه” وفكرته الجديدة التي أعادت انسجام حركة أورانوس مع نظرية الجذب الكلي النيوتني، لما فكّر أي إنسان بالبحث في أرجاء الفضاء عن الكوكب المفترض، ولما استطاع “غال” أن يشاهد الكوكب نبتون.

لكن التجريب والاختبار ليس دائمًا عبارة عن مشاهدة عيانية، فالتجارب والاختبارات عديدة ومتنوعة، وأغلب الاختبارات تلجأ إلى إجراء تجارب في ظروف خاصة ومحدّدة، وتلجأ إلى تكرار التجربة أكثر من مرّة، كما تلجأ إلى تغيير الظروف المرافقة للتجربة بهدف معاينة مدى صحة القانون الجديد والحالات التي ينطبق عليها أو الاستثناءات التي لا يشملها.

فالواقعة المطلوب تفسيرها يمكن تكرارها اختباريًا عدة مرات وبأشكال مختلفة، ويمكن بالتالي، وفي كل مرة على حدة، ملاحظة ما يؤدي إليه تغيير الظروف الاختبارية من تغييرات على صعيد نتائج التجربة. فقوانين الطبيعة لا تنكشف بسهولة. ولذلك يبقى دور العالم في مرحلة التجريب دورًا مميّزًا، حيث يغيّر وينوّع في تجاربه بالقدر الملائم الذي يسمح باستنباط القانون الشمولي الذي يغطي مختلف أبعاد الظاهرة المدروسة. وهذا بالفعل ما حصل مع توريشللي وباسكال، وكذلك مع غاليله ولا فوازييه وغيرهم…


التجريب والمسار الجدلي:
إن العلاقات ما بين النظر الفكري والتجربة هي علاقات من طبيعة جدلية. فالنظر الفكري هو في أساس ولادة التجربة، ولكنه حين يصل إلى المستوى التجريبي فهو يعيد النظر في معطياته النظرية ليلائمها مع مقتضى التجريب والتطبيق العملي. فكما تؤسس النظريات لقيام التجارب، فإن التجريب بدوره يعمل على تصويب النظريات والمعارف. وبهذا الشكل يصح القول أن معارفنا ليست يقينية ولا هي إطلاقية، بل إنها لا تعدو كونها معارف نسبية. ولذلك فإن مسار العلم ليس في واقعه انتقال من يقين إلى يقين أو من واقعة ثابتة إلى واقعة أخرى، بل هو مسار يعتمد على بداهات أو معارف مؤقتة.

فالتقدم العلمي هو حركة مستمرة تنتقل من قضية إلى أخرى عبر حركة جدلية أو مسار تجاوزي. فحين تكذب التجربة نظرية ما، فإنها لا تقضي على كلّ نظر فكري، بل هي تستدعي إطلاق العنان من جديد للنظر الفكري لكي يبتدع فرضية جديدة بمقدورها أن تنقلب إلى نظرية أو فكرة مؤقتة تخدم العلم ردحًا من الزمن.

الواضح إذًا أن العلم لا يصوغ نظمًا فكرية نهائية ومطلقة. فالظواهر التي يدرسها العلم تتجدد باستمرار ولا تثبت على حال واحدة، الأمر الذي يجعل من العلم فعل استمرارية وديمومة.

السبب والقانون:

فكرة السبب قديمة وهي أقرب إلى فطرة الإنسان من فكرة القانون. فالسببية ترتبط بالفكر الفلسفي عامة. فقد اعتبر أرسطو أن الانتقال من القوة إلى الفعل يخضع لإمكانات كامنة في الأشياء = (الأسباب). كما أن هذا المبدأ السببي نفسه شكل الركيزة التي تأسس عليها برهان وجود السبب الأول، صانع الكون.

أما فكرة القانون فقد ارتبطت من جهتها بتاريخ العلم، تحديدًا بظهور العلوم الحديثة. صحيح أن المعارف اليونانية القديمة قد شهدت قانون أرخميدس عن السوائل إلاّ أن هذه الفكرة لم تظهر بجلاء ووضوح إلا إبان النهضة العلمية الأوروبية التي شهدت تحركًا واسعًا باتجاه النهج الوضعي الذي يعمد إلى القوننة في تفسير الأشياء.

ومع تحول الفيزياء إلى النهج الوضعي أخذت القوانين العلمية بالظهور لتحل محل فكرة السبب. فبدءا من “غاليله” لم يعد البحث عن السبب ضروريًا، فهو ركّز على فكرة القانون أي التفسير الدقيق والمنضبط الذي يكشف العلاقات الثابتة والضرورية بين الظواهر.

مع ذلك فإن مبدأ السببية لم يختف تمامًا من قاموس الفكر العلمي. فقد اعتبر “مايرسون” أن التفسير العلمي يجب أن يتضافر مع تحديد لهويات الأشياء وعلاقاتها الداخلية. وهذا يعني أن معرفة القانون لا تكفي بل يجب استكمالها بمحاولة شرح القانون والبحث عن أسبابه.

باختصار فإن الشرح بالحتمية لا بدّ وأن يستكمل بالسببية. وهذا ما قام به “أينشتاين” حين فسّر الجاذبية بأسبابها الطبيعية وبقوانينها الرياضية. فمبدأ الحتمية لم يلغِ مبدأ السببية، بل استمر فلاسفة العلوم بالجمع بين المبدأين.







النصّ:



"أمّا الإختبارات العلمية فتتمّ بموجب فكرة سابقة مستوحاة من الوقائع، نتحقق منها بالإختبار لفهم الظاهرة وإدراك الظروف المرافقة لها والتي تشكّل مجال حتميتها. إنّ الطريقة الإختبارية ليست سوى مجموعة من القواعد الخاضعة لمراقبة التجربة والتي يُقصد منها تلافي الأخطاء الممكن حصولها نتيجة التعامل مع الواقع والفرضيات خلال عملية البناء العلمي.

إنّ العالم هو الذي يجمع في الوقت ذاته القدرات النظرية والتطبيق الإختباري: إنّه يراقب أوّلاً الوقائع، ويكوّن في ذهنه فكرة لشرح هذه الوقائع، ويخترع بعد ذلك إختبارًا يتخيّل شروطه المادية وينفّذها."..كلود برنار (مبادئ الطب التجريبي).



الأسئلة:

أ‌- إشرح هذا النصّ مظهرًا إشكاليته.

ب‌- ناقش هذا النصّ على ضوء أنّ المنهجية العلمية لا تكفي وحدها لكي تغطي كافة جوانب الظاهرة المدروسة.


عناصر الإجابة:

المقدمة:

1- فكرة تمهيدية: لولا العلم والتكنولوجيا لما تمكّن الإنسان الأوّل من أن يرتفع عن مستوى الطبيعة والحيوان. وفي العلم موضوعات ومنهج ونتائج. إلاّ انّ المنهج هو الذي يجعل منه علمًا، فيميّزه عمًا ليس بعلم.

2- فكرة النصّ الرئيسية: وقد تناول كلود برنار في نصه هذا منهج العلم، وحاول تحديد خطوات المنهج العلمي التي لولاها لما تمكّن العالم من الوصول إلى نتائج ملموسة في المجالات التي درسها، ولما استطاع من تطويرها.

3- الإشكالية: فما هي الخطوات التي حدّدها كلود برنار للمنهج العلمي؟ وهل تقدر هذه الخطوات على الإحاطة بالموضوع المطروح أو بالظاهرة المدروسة من جميع جوانبها؟

صلب الموضوع:

الشرح: في الواقع، فإنّ كلود برنار تحدّث عن الإختبارات العلمية، وذكر أنّ هذه الإختبارات يجب أن تُسبق بفكرة مستوحاة من الوقائع في إشارة إلى الخطوة الأولى من المنهجية العلمية ألا وهي: الملاحظة والمشاهدة. والملاحظة يجب ان تكون... بعد الملاحظة يذكر برنار في نصّه أنّ على العالم تكوين فكرة في ذهنه لشرح هذه الوقائع، وهو يقصد بذلك تحديد المشكلة الموضوع وتشكيل الفرضية. فبعد المشاهدة يمكن أن نصل.... كمّا أنّه بعد تبيّن المشكلة أو القضية يمكن للعالم أن يفكر في فرضية... حتى نصل إلى لبّ العمل العلمي ألا وهو الإختبار،... وأخيرًا بعد كلّ هذا العناء يستطيع العالم أن يصل إلى النظرية العلمية أو إلى النتائج المنطقية.

المناقشة: غير أنّنا من خلال العلم والمنهجية العلمية قد نستطيع أن نفهم "الكيف" التي تتمّ بها الأمور، إلاّ انّنا لن نفهم ال"لماذا" التي سبّبت بحدوث هذه الأمور، فالعلم يبقى قاصرًا عن الإحاطة بجميع جوانب الظاهرة المدروسة، وهنا تكمن نقطة ضعفه، ذلك أنّه متخصص بقضية معيّنة منفردة يدرسها من خلال منهج معيّن. من هنا فإنّ العلم لا يكفي لوحده لتغطية كافّة جوانب الظاهرة المدروسة، وهنا تدخل الفلسفة التي تأتي لتتكامل مع العلم، وتدفع الإنسان ليتقدّم على طريق المعرفة والإكتشاف. وبالتالي، إذا كان العلم يحصر إهتمامه بالظواهر المحسوسة، فإنّ الفلسفة تأخذ بعدًا شموليًا أكثر، إذ إنّها طرح السؤال "لماذا" على الأمور، وهي بذلك تحاول تنظيم وتوحيد فروع العلوم ببنى فكرية أوسع وأشمل. صحيح أنّ الفلسفة تبقى في العديد من الأحيان بعيدة كلّ البعد عن حقيقة الأمور، إلاّ أنّها على الأقل تفتح الآفاق وتسلّط الضوء وتقوم بالخطوة الأولى على طريق الوصول إلى الحقيقة، وهي بذلك تحاول النفاذ إلى حيث لا يجرؤ الآخرون. وهنا يجب ألاّ ننسى الفضل الذي لعبته الفلسفة والفلاسفة في نشأة كلّ العلوم وفي هذه المنهجية الفلسفية التي كنّا في إطار الحديث عنها.

الخاتمة:

1- فكرة إستنتاجية: خلاصة القول، إنّ العلم والمنهجية العلمية لهما الفضل الكبير على التطوّر الحاصل في عصرنا هذا، ولولاهما لكنّا ما زلنا في التخلّف والإنحطاط، إلاّ أنّهما بحاجة في الوقت عينه إلى الفلسفة والعلوم الإنسانية لقيام توازن جيّد على صعيد حياة الإنسان. فالإنسان السويّ هو الذي يوازن بين العلم والفلسفة بين الجسد والروح، فإذا اتّبع طريق دون سواه يصبح مجرّد آلة، وإذا اتّبع طريق الفلسفة لوحدها فإنّه يعيش بين الأفكار والمبادئ بعيدًا عن الواقع.

2- رأي شخصي: وبالتالي، فإنّ التوازن هو سيّد الموقف، وعلى الإنسان ألاّ ينسى فضل الحضارات على هذا الصعيد، وأن يأخذ الأمثولات والعبر منها.

3- فتح آفاق: وهنا يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي، ألم تتحوّل بعض أوجه العلم اليوم من خادم للإنسان إلى سيّد شرير يستبدّ بالإنسان؟



-----------المرجع--------------
ثانوية الزلقا -لبنان
اختبارات الفلسفة
الأستاذ: بيار مالك..بتصرف



استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى