استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق
الزعيم
الزعيم
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2991
تاريخ الميلاد : 01/09/1990
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 33
http://egygate.123.st

 الوحدة الإسلامية وجماعات التصوف وترويج البدع والضلالات وما يجب على أهل السنة نحوها Empty الوحدة الإسلامية وجماعات التصوف وترويج البدع والضلالات وما يجب على أهل السنة نحوها

الثلاثاء 25 ديسمبر 2012, 6:32 pm


 الوحدة الإسلامية وجماعات التصوف وترويج البدع والضلالات وما يجب على أهل السنة نحوها Bsmlh910

الوحدة الإسلامية وجماعات التصوف
وترويج البدع والضلالات وما يجب على أهل السنة نحوها

[سعدت مجلة التضامن الإسلامي بلقاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
- وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز من علماء المملكة العربية السعودية، والأمة الإسلامية، وهو علم من أعلام التربية الإسلامية، ورائد من رواد الفكر الإسلامي في هذا العصر، وله جهود كبيرة في خدمة العقيدة الإسلامية الصافية، وتنقيتها من الشوائب، ونشر الدعوة الإسلامية في كافة أقطار العالم.
- تفضل سماحته بالإجابة عن الأسئلة التي طرحها مندوب المجلة، حول الكثير من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية.
- وفيما يلي نص حديث سماحته:].

قضية القدس وأفغانستان:
(- تحدث سماحته عن أثر المؤتمرات واللقاءات الإسلامية التي يترأسها سماحته على العمل الإسلامي والعقيدة الإسلامية، والصحوة الإسلامية بنوع خاص فقال:).
بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم صل وسلم على رسول الله وآله وصحبه أجمعين:
- إن هذه اللقاءات التي نجتمع فيها بالأخوة من رجال الإسلام، وأهل العلم والفكر الإسلامي من سائر أقطار الدنيا، نرجو فيها الخير والبركة للمسلمين، وهي لقاءات في صالح الإسلام وأهله.
- ومن أهم هذه اللقاءات، لقاء أعضاء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في هذه الأيام، لدراسة قضايا المسلمين، وبذل المستطاع في بيان وإيجاد الحلول السليمة، التي نرجو أن ينتفع بها المسلمون، وأن تحل مشكلاتهم.
- وأهم قضية تهم المسلمين، هي قضية الشرق الأوسط، فإنها قضية مزمنة، ثم قضية فلسطين والقدس، وما حدث بعد ذلك في لبنان من أعداء الله اليهود، ومن الصراع الذي بين أهل لبنان أنفسهم، فزاد الطين بلة؟ وعظمت المصيبة.
المستقبل للمجاهدين
ولهذا فإن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي يعطي هاتين القضيتين أهم العناية، وقد قرر وأوصى فيهما بما يرى، وأسأل الله سبحانه أن ينفع بذلك المسلمين.

- ومن القضايا التي تهم المسلمين أيضاً: قضية الحرب الدائرة بين المجاهدين الأفغان، وبين الحكومة الشيوعية العميلة في كابول.
ودون شك في أن هذا الجهاد يهم المسلمين جميعاً، والواقع بحمد الله يبشر بخير، وانتصارات المجاهدين المسلمين الأفغان متوالية، لأنهم مظلومون في بلادهم، ومضيق عليهم في دينهم، فنرجو لهم النصر، ونسأل الله لهم حسن العاقبة، والبشائر الموجودة الآن كلها تدل على أن المستقبل في صالح المجاهدين، وأن الله سينصرهم على عدوهم، ويعيدهم إلى بلادهم غانمين منصورين، مرفوعي الرأس، وأن الله سيذل عدوهم العميل، ومن قام بتأييده ومساعدته. ونسأل الله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وينصرهم بالحق، وينصر الحق بهم.
الرجوع إلى الصلح والصواب:
ومن أهم القضايا التي تهم المسلمين أيضاً: الحرب الدائرة بين العراق وإيران، فقد طالت كثيراً وكثر بها سفك الدماء، وتخريب بلدان كثيرة، وحدث بها شر على الطائفتين. نسأل الله أن يرد الطائفتين جميعاً إلى الصواب، وأن يرفع هذه الحرب على حال تنفع المسلمين، وتضر أعداء الدين، وأن يوفق كلا من الطائفتين إلى الرشد والصواب، والرجوع إلى ما فيه خيرهما وحسن العاقبة لهما.
وإن المسلمين في كل مكان يرون أن الواجب على حكومة إيران الرجوع إلى الصواب، والموافقة على الحل السلمي، كما وافقت العراق، لأن استمرار الحرب، وعدم الاستجابة للوساطة الصالحة، أمر لا يليق ولا ينبغي ولا

يجوز. ومن الواجب الرجوع إلى الصلح، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}( ).
حكم القرآن:
فإذا كانت كل من الطائفتين ترى أن الإسلام حق، وأن القرآن حق، فالواجب عليهما الرجوع إلى حكم القرآن. والرضا بما قرره القرآن، وتوسيط الأخيار لحل المشكلة. من الذين ليس لهم حظ في هؤلاء ولا هؤلاء. بل هدفهم الحق. وإيصال الحق إلى أهله. وهدفهم القسط والإصلاح حتى تنتهي هذه الحرب المدمرة. وحتى يعود كل منهم إلى الصواب والحق. وحتى يستعملوا ما أعطاهم الله من سلاح ومال وعتاد ورجال فيما يرضي الله. وفيما ينفع المسلمين. لا فيما يضرهم. ويضر أوطانهم وأرواحهم وثرواتهم ونفوسهم.. والله المستعان.
الصحوة الإسلامية
(وتحدث سماحته عن واجب العلماء والمفكرين الإسلاميين في الأمة الإسلامية تجاه الصحوة الإسلامية في هذا العصر فقال:).
الواجب على علماء المسلمين في كل مكان أن ينصحوا المسلمين، وأن يجتهدوا في إرشادهم إلى أسباب النجاة، وأن يذكروهم بما حذرهم منه سبحانه وتعالى، وبما حذرهم منه رسولهم صلى الله عليه وسلم من مغبة معاصي الإله.

ومخالفة أمره والحكم بغير شريعته. وأنه لا سعادة ولا نجاة للمسلمين ولا سلامة لهم، إلا باعتصامهم بحبل الله جميعاً والتعاون على البر والتقوى وتكاتفهم ضد أعدائهم وقيامهم بأمر الله وتحاكمهم إلى شريعة الله.
هذا هو الطريق السوي، وهذا هو الصراط المستقيم، الذي به نجاتهم وعزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
الاعتصام بحبل الله:
وليس هناك سبيل إلى انتصارهم على عدوهم. واستعادة أمجادهم الغابرة. وعزهم السليب. إلا بهذا السبيل، وهذا الطريق وهو الاعتصام بحبل الله جميعاً.
والتعاون على البر والتقوى. والتكاتف ضد الباطل وأهله، والاستنصار بالله. والتمسك بالدين، وإعداد المستطاع من القوة للجهاد في سبيل الله واسترداد الحقوق السليبة، والأمجاد الغابرة التي أخذها الأعداء. لتفرقنا وتفريطنا. وعصياننا وتخاذلنا. والله المستعان.
جماعات التصوف تشغل المسلمين:
س: يتعرض الإسلام اليوم، وفي هذه الأيام بالذات إلى النيل منه عن طريق بعض جماعات التصوف والدجل والشعوذة والأساطير والخرافات فما هو المنهج الذي ينبغي على علماء الإسلام أن يواجهوا به هذه الدعوات الكاذبة والبدع المضللة؟
جـ: للأسف أن أعداء الإسلام يستعينون بمن ينتسبون إلى الإسلام من الخرافيين والصوفيين، وسائر أهل البدع. ليروجوا باطلهم وليشغلوا المسلمين بما يضرهم ويسبب افتراقهم واختلافهم، حتى يتمكنوا من الحصول على مرادهم، والاستيلاء على ثروات البلاد، وتمزيق شمل المسلمين.

مقاومة أهل البدع والضلالات:
ولا سبيل إلى السلامة من ذلك. إلا بأن يقوم العلماء العارفون بدين الله سبحانه وتعالى، والمتبصرون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بتوجيه المسلمين إلى التمسك بحقيقة دينهم. ونبذ كل بدعة وكل خرافة من طرق التصوف المختلفة والمتنوعة والمخالفة لشرع الله ومن سائر أنواع البدع التي روجها كثير من الناس، والواجب على علماء المسلمين أيضاً أن يحثوا المسلمين ويؤكدوا عليهم أنه لا سبيل إلى نجاتهم، وإلى اجتماع شملهم إلا بالتمسك بكتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام، وترك ما خالف ذلك من سائر الأهواء والبدع.
المنهج واحد:
وقد أكمل الله الدين، وأتم النعمة، فلا حاجة إلى التمسك بما خالف ذلك، والتعصب لذلك والاختلاف من أجل ذلك.
بل يجب أن يكون المنهج واحداً وهو التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، بتوحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه وترك الغلو في القبور، وأهل القبور، ودعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك.
فإن هذا من الشرك بالله عز وجل، والعبادة حق لله وحده، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}( ) وقال سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}( ) وقال
النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)).
فالواجب على علماء الإسلام أن ينشروا دين الله بين الناس، وأن يوضحوا لأهل البدع والتصوف والخرافات والانحراف بطلان ما هم عليه من البدع ويوضحوا لهم السنة الغراء والطريقة السمحة الواضحة، وأن يبينوا لهم أدلتها من الكتاب والسنة، وأن ينبهوهم إلى أخطائهم بالأسلوب الحسن، والدليل الواضح.
والبرهان القوي والحجة الدامغة، والعبارات البينة. من غير عنف ولا شدة بل بالعبارة الواضحة، والجدال بالتي هي أحسن، حتى يعرفوا الحق ويهتدوا إلى الصواب، وحتى يتبصروا وحتى يدعوا الخرافات والشركيات والبدع التي هم عليها على غير هدى وعلى غير بصيرة، والحق ضالة المؤمن متى وجده أخذه وقد قال الله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}( ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))( ).
يجب ترك البدع والتصدي لها:
وكل بدعة وكل ضلالة وكل منهج يخالف شرع الله يجب تركه ويجب أن يسير الناس جميعاً على المنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، ثم سار عليه صحابته والخلفاء الراشدون من بعده ثم تابعهم الأئمة المهتدون والسلف الصالحون، تابعوهم على المنهج القويم، والصراط المستقيم.
هذا هو المنهج الذي يجب الأخذ به والتمسك به، والسير عليه. والدعوة إليه وكل ما يخالف ذلك مما أحدثه الناس يجب أن يترك وأن يرفض مع
البيان والإيضاح حتى لا يهلك هالك إلا عن بينة.
منهج الوحدة الإسلامية:
(وتحدث سماحته عن المنهج الذي يجب أن تقوم عليه الوحدة الإسلامية فقال:).
لا طريق للوحدة الإسلامية إلا باجتماع ولاة أمور المسلمين على دين الله واعتصامهم بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى، وأن يكون هدفهم نصر الحق وهداية الخلق وتحكيم شرع الله في عباد الله بهذا يجتمعون كما قال الله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}( )، وقال جل وعلا: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}( ).
التمسك بشرع الله:
فلا سبيل إلى الوحدة الإسلامية الصحيحة. والاجتماع الحقيقي إلا باجتماع القادة على دين الله وتمسكهم بشرع الله، وتعاونهم على البر والتقوى وتحكيم شرع الله فيما بينهم ونبذ تلك القوانين الوضعية والآراء البشرية والنظريات المستوردة المخالفة لشرع الله وراء ظهورهم، وأن لا يحكموا إلا شرع الله الذي حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه أصحابه وأتباعه بإحسان.
هذا هو السبيل الوحيد لجمع الكلمة، ولم الشمل. ووحدة الصف، والنصر على الأعداء، واسترجاع ما غبر من أمجادنا وعزنا الذي سلبه

الأعداء، لوجود أسباب التفرق والتمزق والاختلاف والتناحر والحرب التي ضرتنا وما نفعتنا.
واجب العلماء وأجهزة الإعلام:
(وتحدث سماحته عن واجب العلماء ورجال الدين ووسائل الإعلام تجاه ما يروجه الذين ينتسبون إلى العلم والدين في بعض الدول الإسلامية من بدع وخرافات وضلالات فقال:).
نحن في آخر الزمان ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري. وقد انتشر الجهل. وقل العلم. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يتقارب الزمان ويظهر الجهل ويقل العلم)).
والعلماء المتبصرون اليوم في أوطان المسلمين قليلون. وعلماء السوء وأدعياء العلم من الذين يدعون أنفسهم علماء. وليسوا بعلماء. وينتسبون إلى العلم كذبا وباطلا، هؤلاء كثيرون، ولكن لا عبرة بهم، ولا قيمة لهم لعدم علمهم بالحق. وعدم نصرهم للحق وحجة المخالفين والمبتدعين والضالين ضعيفة واهية.
ومن الواجب على علماء الحق. الذين وفقهم الله سبحانه وتعالى للعلم بكتابه وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبصرهم بالحق. حتى عرفوا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وطريق أصحابه، وعرفوا أن النصر إنما يكون بالتمسك بدين الله والعض عليه بالنواجذ. ودعوا إلى ذلك وعرفوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسكوا بالشرع الحنيف. ودانوا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أن ينشروا الدعوة الإسلامية ويقوموا بتنقية العقيدة من البدع والضلالات والانحرافات.

هؤلاء هم العلماء الذين تعلق عليهم الآمال وتجب عليهم دعوة الناس إلى الحق، وهؤلاء يلزمهم أن يصبروا على الأذى وأن يبشروا الناس بدين الله، ويوضحوا لهم سبيل الحق، ويشرحوا لهم حقيقة الإسلام الذي بعث الله به النبي صلى الله عليه وسلم حتى يزول الجهل وينقشع اللبس، ويتضح الحق لطالب الحق.
الرجوع إلى الحق والصواب:
وحتى يعلم أهل البدع والخرافات، من الصوفية وغيرهم ما هم عليه من الباطل فيرجعوا إلى الصواب ويأخذوا بالحق، لأن الكثير منهم قد التبس عليه الحق، فلو عرف الحق لأخذ به، وسار على طريقه.
فإذا نشر أهل العلم والبصيرة والإيمان الحقيقة الإسلامية، وبصروا الناس بأحكام الله، ودعوا إلى شريعة الله، وأوضحوا لهم الأدلة على ذلك فإن الله يهدي من يشاء، وبذلك يكون علماء الإسلام قد أحسنوا إلى الناس وبلغوا ما عليهم وأدوا واجبهم، ثم بعد ذلك فإن من ضل على بصيرة فأمره إلى الله في ذلك وقد وعد النار ملئها ووعد الجنة ملئها، وقال سبحانه وتعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}( ) إنما على أهل العلم البلاغ والبيان والتبصير، وإقامة الأدلة، والصبر على ذلك، والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء.
تنقية العقيدة الإسلامية:
ويجب على أجهزة الإعلام أن تنشر العقيدة الإسلامية الصافية؛ بحيث تكون نقية من كل شوائب البدع والشرك ودعاوى الدجل والتصوف حتى
لا يضل الناس، وينخدعوا بما يروجه المتصوفة وأهل البدع والخرافات وهذا واجب كل وسائل الإعلام لخدمة العقيدة النقية الصافية ونشر الدعوة الإسلامية، والله المستعان.

أسئلة مهمة وجوابها
هذه أسئلة وجهت إلي في 23 صفر سنة 1406 هـ وجوابها:
س1: يقال: إن المشركين الأولين كانوا يعترفون بأنهم ما يعبدون آلهتهم إلا ليقربوهم إلى الله، وكانوا يعبدون أصناما، فكيف تحكمون على من تسمونهم بالقبوريين بالشرك، وهم لا يعبدون أصناما، ولا قالوا إنهم يعبدون، ولكنهم يتبركون ؟.
جـ1: العبادة ليست تعرف بآراء الناس وإنما هي بحكم الله عز وجل، فالمشركون الأولون معبوداتهم أقسام، منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد غير ذلك. فليسوا على حد سواء، وقد كفرهم الله جميعاً حتى يدخلوا في دين الله، وحتى يعبدوا الله وحده، قال تعالى: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}( )، فجعل عباد النبيين والملائكة كفاراً؛ إذا لم ينصاعوا إلى الحق، ومعلوم أن

أهل الطائف يعبدون اللات، وهو رجل صالح فكفرهم الله، حتى دخلوا في الإسلام، وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلوا في الإسلام، وهكذا النصارى يعبدون المسيح، ويعبدون أمه، والمسيح نبي، وأمه صديقة، وهم كفار بذلك، وهكذا اليهود عبدوا أحبارهم ورهبانهم وعبدوا عزيراً، وقالوا: إنه ابن الله، وهم كفار بذلك، والله جل وعلا قال في محكم التنزيل: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}( ) أخبر سبحانه عن بعض المشركين أنهم يعبدون ناسا صالحين يبتغون إلى ربهم الوسيلة، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه، فأنكر عبادتهم من دون الله، وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن عابديهم ولا تحويله.
وقد قال علماء التفسير في هذه الآية: إنها نزلت في المسيح وأمه والعزير، وفي كل رجل صالح أو نبي.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنها نزلت في أناس من الإنس، كانوا يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن، وتمسك الإنس بعبادتهم).
فالحاصل أنها نزلت في الصالحين والأنبياء، وكفر الله عابديهم بذلك، وأخبر أنهم لا يملكون كشف الضر عن عابديهم ولا تحويله.
وقال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ

سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ}( ) فسمى دعاءهم لهم شركاً، مع أنهم لم يدعوهم إلا لأنهم شفعاء، ما دعوهم لأنهم يملكون الضر والنفع، أو يخلقون أو يرزقون، بل قال الله عنهم: إنهم قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}( ) وقالوا: {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}( ) فكفرهم بذلك، وهم لم يعتقدوا إلا أنهم شفعاء ومقربون، ولم يزعموا أنهم يخلقون أو يرزقون، أو ينفعون أو يضرون.
وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}( ) سماهم كفاراً وهم ما عبدوهم لأنهم ينفعون أو يضرون، أو يستقلون بجلب النفع، أو دفع الضر، أو يخلقون، وإنما عبدوهم لأنهم بزعمهم يقربونهم إلى الله زلفى، ويشفعون لهم عنده.
وقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}( ) فهذه عامة للأنبياء والصالحين وغيرهم. والمقصود أن أهل العلم قاطبة، قد أجمعوا على أن من عبد غير الله: صنماً أو نبياً أو صالحاً أو جنيا أو غير ذلك، فهو كافر مطلقاً،

ولو كان المعبود نبياً أو صالحاً. وهذا إجماع أهل العلم قاطبة، والأدلة على ذلك من قول الله عز وجل، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم واضحة، وقد تقدم بعضها، والله جل وعلا ولي التوفيق.
س2: وأما قول السائل: أولئك قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا، فاعترفوا بالعبادة ولكن هؤلاء المتأخرين ما يقولون إنهم يعبدونهم، ولكن يقولون إنهم يتبركون بهم؟.
جـ2: فالجواب أن يقال: الاعتبار بالحقائق والمعنى لا باختلاف الألفاظ، فإذا قالوا: ما نعبدهم وإنما نتبرك بهم، لم ينفعهم ذلك، ما داموا فعلوا فعل المشركين من قبلهم، وإن لم يسموا ذلك عبادة، بل سموه توسلاً أو تبركاً، فالتعلق بغير الله، ودعاء الأموات والأنبياء والصالحين والذبح لهم أو السجود لهم، أو الاستغاثة بهم، كل ذلك عبادة ولو سموها خدمة، أو سموها غير ذلك، لأن العبرة بالحقائق لا بالأسماء كما تقدم.
ومن هذا القبيل قول الجماعة الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين لما رأوا المشركين يعلقون أسلحتهم على سدرة، قالوا: (يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)). فجعل المقالة واحدة، مع أن هؤلاء قالوا: اجعل لنا ذات أنواط، فجعل قولهم مثل قول بني إسرائيل، لأن العبرة بالمعنى والحقائق، لا بالألفاظ.

س3: وأما قول السائل: إنكم تدعون إلى التوحيد فما دليلكم على كلمة التوحيد، من أين اشتقت ؟
جـ 3: فالجواب أن يقال على ذلك أدلة كثيرة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والتوحيد معناه توحيد الله يعني الاعتقاد أنه واحد لا شريك له. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}( ) وقوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}( ) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وأما الأحاديث فمنها: ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن: ((ادعهم إلى أن يوحدوا الله)) بهذا اللفظ رواه البخاري في الصحيح، وفي صحيح مسلم عن طارق ابن أشيم الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) فصرح بقوله: ((وحد الله)) فدل ذلك على أن هذا هو معنى لا إله إلا الله.
ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بني الإسلام على خمس، على أن يوحد الله)) الحديث، وذلك تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى: ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)) الحديث.

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.. والله الموفق.
س4: وأما قول السائل: عن رجل له أخوات تزوجن برجال مشركين، وعندما اهتدى أراد دعوتهم إلى التوحيد، فأجبنه أخواته، ولم يستجب له أزواجهن، فهل يفصل أخواته عن أزواجهن، أم ماذا يفعل؟
جـ4: إذا كن مسلمات فالنكاح باطل، ويجب عليه فصل أخواته عنهم، ويلزمه ذلك. وإذا كان في بلاد إسلامية وجب على حاكمها أن يفصلهن من أزواجهن الكفار. أما إذا كن كافرات معهم مثل يهوديات أو نصرانيات أو وثنيات فنكاحهن صحيح، فإذا أسلمن حرم عليهن البقاء معهم وهم غير مسلمين لقوله جل وعلا: {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}( ) وعليهن أن ينفصلن عن أزواجهن الكفار، إلا إذا أسلم الزوج في العدة فهي امرأته، وهكذا بعد العدة على الصحيح إذا كانت ما تزوجت له الرجوع إليها كما رجعت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها إلى زوجها أبي العاص ابن الربيع بعدما أسلم وقد مضت العدة.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى